تسعة أخطاء شائعة في تخزين الأدوية في المنزل – وكيفية تجنبها

تعرف على أبرز الأخطاء التي يقع فيها الناس عند تخزين الأدوية في المنزل، مثل حفظها في المطبخ أو الثلاجة بطريقة خاطئة، وتعلم نصائح صيدلانية مهمة لحماية صحة أسرتك وضمان فعالية الدواء.

ألصيدلي: مصطفى مصطفى

10/14/20251 min read

إن الأدوية ليست مجرد أقراص أو شراب نلجأ إليها عند المرض، بل هي مواد دقيقة التركيب تحتاج إلى عناية خاصة حتى تحافظ على فعاليتها. يظن كثير من الناس أن مجرد إغلاق العبوة كافٍ للحفاظ على الدواء، لكن الحقيقة أن طريقة التخزين قد تُحدث فرقًا كبيرًا بين دواء فعال وآخر فقد قيمته العلاجية.

تخيل أنك تحتفظ بمضاد حيوي في المطبخ بجوار الفرن، أو تركت الدواء المُسكّن في السيارة لساعاتٍ طويلة، أو حتى أعطيت طفلك شرابًا دوائيًا بعد عدة أشهر من فتح العلبة. تبدو هذه التصرفات بسيطة وعفويّة، الا أنها قد ها قد تؤدي إلى نتائج خطيرة على صحتك وصحة أحبابك.

في هذا المقال سنتناول بالتفصيل الأخطاء الشائعة في تخزين الأدوية في المنزل، وسنقدم تسعة نصائح صيدلانية عملية تساعدك على الحفاظ على جودة الأدوية وحماية أسرتك:

1. تخزين الأدوية في الحمّام أو المطبخ

يعتبر الحمام والمطبخ من أكثر الأماكن استخدامًا لحفظ الأدوية، لكنهما في الحقيقة غير مناسبين إطلاقًا.

* في الحمام: تتغير درجة الحرارة باستمرار بسبب البخار الناتج عن الاستحمام، حيث أن الرطوبة العالية تفسد الأقراص وتجعلها تتفتت بسرعة.

* في المطبخ: حرارة الفرن أو الغاز تؤثر على تركيبة بعض الأدوية، وقد تُفقدها فعاليتها قبل انتهاء صلاحيتها.

على سبيل المثال، إذا وضعت أدوية ضغط الدم أو أدوية القلب في المطبخ، فإن تعرضها المستمر للحرارة قد يجعلها أقل فعالية، ما يعرّض صحة المريض لمضاعفات خطير ناتجة عن خلل في تركيبة الدواء.

النصيحة الصيدلانية:
اختر مكانًا جافًا وباردًا، مثل غرفة النوم أو غرفة المعيشة. من الأفضل تخصيص خزانة مغلقة ذات رفوف مرتفعة بعيدًا عن متناول الأطفال اوعلبة خاصة لتخزين الأدوية، يتم وضعها في مكان بعيد عن متناول من يمكن ان يتضرر.

2. ترك الأدوية معرضة للشمس

تعتبر أشعة الشمس المباشرة عامل مدمّر لبعض الأدوية:

* بعض المضادات الحيوية مثلا من عائلة "الفلوروكينولونات" مثل السيبروفلوكساسين والليفوفلوكساسين والأوفلوكساسي، فقد تتسبب الحرارة العالية والضوء في تغيير التركيب الكيميائي لهذه لأدوية مما يقلل من فعاليتها، لذا يجب حفظها بعيدًا عن الضوء المباشر ودرجات الحرارة المرتفعة.

* قطرات العيون، والشرابات المعلقة قد تفقد فعاليتها بسرعة.

احدى الحالات الشائعة، هي ان كثير من الناس يضعون عبوات الأدوية على طاولة قريبة من النافذة ليسهل تذكرها، لكن هذه العادة تعرضها لأشعة الشمس بشكل مباشر.

النصيحة الصيدلانية:

*  احرص على إبقاء الدواء داخل عبوته الأصلية لأنها غالبًا ما تكون مصممة للحماية من الضوء.

* لا تترك الدواء على الطاولة أو الرفوف المكشوفة.

* لا تتردد في استشارة الصيدلي القريب من بيتك حول افضل الطرق لتخزين الأدوية الخاصة بوضعك الطبي.

3. خلط الأدوية وتجميعها في علبة واحدة

أحيانًا يجمع البعض عدة أنواع من الأقراص في علبة واحدة توفيرًا للمساحة، لكن هذا السلوك خطير جدًا.

* لانه قد يصعب تمييز الأقراص المتشابهة، خاصة لكبار السن.

* فقدان العبوة الأصلية يعني ضياع تاريخ الصلاحية وتعليمات الاستخدام.

* بعض الأدوية قد تتفاعل كيميائيًا إذا وُضعت معًا.

على سبيل المثال، ان خلط أقراص فيتامينات مع بعض المسكّنات قد يؤدي إلى تغير في لونها أو رائحتها، وذلك نتيجة الرطوبة المتبادلة وبالتالي فان هذا يؤدي الى الإضرار بفاعليتها وزيادة خطورة حدوث التسمم نتيجة هذا التفاعل.

النصيحة الصيدلانية:
لا تخلط الأدوية أبدًا. احفظ كل دواء في عبوته الخاصة واحتفظ بالنشرة الداخلية معه.

4. تجاهل تاريخ صلاحية الدواء او المكمل الغذائي

من أكثر الأخطاء شيوعًا الاستمرار في استخدام الأدوية بعد انتهاء صلاحيتها.

* بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية السائلة تصبح غير فعالة وربما ضارة بعد انتهاء صلاحيتها (بعضها 7–14 يومًا فقط).

* أدوية الشراب، خاصة للأطفال، غالبًا ما تكون صالحة لفترة قصيرة بعد الفتح بين ثلاثين يوماً حتى سنة كاملة.

على سبيل المثل، إذا أعطيت طفلك شراب مضاد حيوي بعد شهرين من فتحه، قد لا يعالج هذ الشراب العدوى، بل يمكن ان يؤدي إلى تفاقم وضعه الصحي، او حدوث تسمم.

النصيحة الصيدلانية:

* قم بفحص خزانة الأدوية كل 3 أشهر.

* تخلص من الأدوية المنتهية عبر الصيدلية، ولا ترمها في القمامة أو المرحاض.

* ضع الأدوية الجديدة خلف القديمة لتستخدمها أولًا.

5. وضع الأدوية في الثلاجة دون الحاجة 

الكثيرون يظنون أن حفظ الأدوية في الثلاجة يحافظ عليها، وهذا غير صحيح، حيث ان درجة الحرارة المنخفضة يمكن أن تضر بكيمياء الدواء، حيث تتضرر فاعليته ويفقد تأثيره الطبي ويتحول الى مادة سامّة وضارة للمريض. لأن بعض الأدوية تفقد فعاليتها إذا تعرضت لبرودة زائدة، فمثلا، تجميد الأنسولين بالفريزر يجعله غير صالح للاستعمال.

الأدوية التي تحتاج التبريد فعلًا:

* بعض أنواع الأنسولين.

* بعض اللقاحات والتطعيمات

* بعض المضادات الحيوية السائلة بعد التحضير (مثل أموكسيسيللين شراب).

* بعض قطرات العيون

النصيحة الصيدلانية:

* اقرأ النشرة الداخلية التي في علبة الدواء بتمعّن وبدقة.

* ضع الأدوية التي تحتاج التبريد في باب الثلاجة بعيدًا عن الفريزر.

* لا تفترض أن كل دواء يجب أن يُخزن في الثلاجة.

* يمكنك استشارة الصيدلي القريب منك وستحصل على افضل الإجابات الشافية.

6. ترك الأدوية في السيارة أو في مكان يتعرض لتغييرات حرارية مستمرة

يمكن أن تصل درجة الحرارة داخل السيارة في الصيف إلى أكثر من 50 درجة مئوية، ما يفسد معظم الأدوية بسرعة، فمثلاً، الاحتفاظ بمسكنات الألم أو بخاخ الربو في السيارة لتسهيل الاستخدام، لكن هذا يعرضها للتلف وفقدان الفعالية.

النصيحة الصيدلانية:

* لا تترك الأدوية في السيارة لفترة طويلة.

* إذا كنت مضطرًا للسفر، استخدم حقيبة معزولة حراريًا.

7. استخدام بقايا الأدوية القديمة/الاحتياطية

ان الاحتفاظ ببقايا المضادات الحيوية "للاحتياط" مثلا، يعتبرعادة خاطئة وخطيرة، حيث أن استخدام جرعة ناقصة من الدواء لا يقضي على البكتيريا تمامًا، بل قد يؤدي ذلك إلى ظهور مقاومة للمضادات الحيوية، وهي من أخطر المشكلات الصحية العالمية في الوقت الحالي.

وعلى سبيل المثال، اذا كان احد الأشخاص مصاباً بالتهاب في الحلق وقام بتناول بقايا مضاد حيوي من السنة الماضية دون استشارة الطبيب، فهو بذلك يتناول جرعة غير مكتملة الكمية، ولا تعالج الحالة، بل بسبب مضاعفات.

النصيحة الصيدلانية:

* لا تستخدم أي دواء قديم دون استشارة الطبيب أو الصيدلي.

* يجب عليك التخلص من الأدوية المتبقية بعد إتمام العلاج.

* قم بتجهيز خزانة إسعافات أولية لحالات الطوارئ، تحتوي مثلا على مطهرات، شاش، مسكّنات أساسية مثل الباراسيتامول.

8. ترك الأدوية في متناول الأطفال

يعتبر الفضول وحب الاستكشاف من سِمات الأطفال ومن طباعهم، الا ان هذا الأمر قد يؤدي الى الإضرار بهم، إذ قد يظنون أن أقراص الدواء هي حلوى أو أن الشراب عصيرًا!، وهذا قد يؤدي إلى حصول حوادث تسمم خطيرة، مثل حالات تسمم الأطفال بالباراسيتامول أو أدوية الكحة شائعة جدًا بسبب تركها في متناولهم.

النصيحة الصيدلانية:

* من المفضل تخزين الأدوية في خزانة مرتفعة ومغلقة بمفتاح.

* لا تقلل من خطورة أي دواء ، واحتفظ برقم مركز السموم المحلي لحالات الطوارئ

9. التخلص الخاطئ من الأدوية

إن إلقاء الأدوية في القمامة أو المرحاض يؤدي إلى تلوث المياه والبيئة، فمثلاً، في احدى الدول تم الإعلان عن تلوّث المياه أثر العثورعلى آثار لبعض ألأدوية لعلاج مرض الصرع في مصادر تلك المياه وذلك نتيجة التخلص الخاطئ من الأدوية.

النصيحة الصيدلانية:

من المهم ان تقوم بإعادة الأدوية المنتهية أو غير المستخدمة إلى الصيدلية، حيث تواجد هناك حاويات أُعدّت خصيصا للتخلص من الأدوية والكيماويّات. ولذلك، لا ترمها أبدًا في المرحاض أو النفايات المنزلية.

اليك 6 نصائح ذهبية باختصار لحفظ الأدوية في المنزل:

1. خصص خزانة خاصة للأدوية في مكان جاف وبارد.

2. رتب الأدوية بحيث تُستخدم القديمة أولاً.

3. افحص الأدوية بشكل دوري (كل 3–6 أشهر).

4. احتفظ بالنشرات الداخلية لكل دواء.

5. افصل أدوية الأطفال عن أدوية الكبار.

6. استشر الصيدلي عند أي شك حول طريقة التخزين.

الأدوية أمانة كبيرة، وتخزينها بطريقة خاطئة قد يحولها من وسيلة للشفاء إلى مصدر خطر. الأخطاء الشائعة مثل تركها في المطبخ، تعريضها للشمس، أو استخدام أدوية منتهية الصلاحية قد تضر بالصحة بشكل مباشر.

الحل بسيط: اتباع التعليمات المكتوبة، استشارة الصيدلي عند الحاجة، والتخلص الآمن من الأدوية. بهذه الخطوات تحافظ على فعالية العلاج وتحمي أسرتك من المخاطر.

تذكر أن التفاصيل الصغيرة في طريقة تخزين الدواء قد تُحدث فرقًا كبيرًا في صحتك وصحة من تحب.